أدوية الصدف والتحسس الضوئي

يصيب الصدف حوالي 2% من الناس وحتى الآن سببه غير معروف ولا توجد معالجة شافية له ، حيث يصاب الجلد بآفات متسمة بالتغلظ الجلدي والمتقشر بسبب تكاثر الخلية الجلدية مع المادة القرنية بشكل غير طبيعي.
وتتم معالجة الحالات البسيطة وغير الحادة باستخدام المرطبات والملينات للجلد مثل استخدام (مرهم E45 و Alpha Keri كريم) أو استخدام زيوت لترطيب الجلد بشكل مستمر وهذه المعالجة يجب أن تستمر حتى بعد التحسن.
أما في الحالات الأكثر صعوبة يكون العلاج بحمض الصفصاف أو قطران الفحم (استخدام ديترانول/ Dithranol) على الآفة وليست على كامل الجسم وفي حال عدم الاستجابة لهذة المعالجة يمكن استخدام الكورتيكوستيروئيدات التي يجب أن تكون تحت إشراف المختص.
كذلك الأمر اتجهت المعالجة الحديثة إلى استخدام مثبطات المناعة كاستخدام الميتوتريكسات مع الانتباه إلى أن تكون الجرعة أسبوعياً فقط من 10-25 ملغ ونظراً للآثار الجانبية لهذا الدواء على الكبد وجب مراقبة وظائف الكبد عند إعطائه وعدم استخدامه لفترة طويلة.
ويمكن إعطاء السيكلوسبورين كبديل عنه لتخفيف الآثار الجانبية على المريض إلا أنه أيضاً إذا استخدم لفترة طويلة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط المريض وقد يحدث ضرر كلوي أيضاً.
الأدوية المستخدمة لمعالجة الصدف:
1- حالات التقرن: إن مثل هذه الأدوية تكون فعالة ويستخدم غالباً كما ذكرنا حمض الصفصاف بمستحضرات تحوي تركيز 2% منه تدهن على الآفة مباشرة ويمكن زيادة التركيز حتى 3-6% فيقوم حمض الصفصاف بزيادة خسارة الجلد المتوسف (أي الطبقة الجلدية السطحية المتقشرة) وهذا العلاج ذو تأثيرات جانبية خفيفة كحدوث جفاف للجلد وحكّة وتحسس جلدي إذا استخدم على مناطق كبيرة من الجلد.
الديترانول Dithranol:
وهو من مستحضرات قطران الفحم ويعتبر الأكثر فعالية لمعالجة الصدف ولاسيما أن ترافق مع المعالجة الضوئية بالأشعة فوق البنفسجية B ولكن يسحب استخدامه لفترة قصيرة ويستخدم تركيز عالٍ من3-4% بشكل كريم يوضع على الآفة لمدة ساعة ويتم بعد ذلك إزالته بالغسيل ويمكن لهذا العلاج أن يطبق بالمنزل وهو لا يسبب تهيج للجلد وأقل تلويثاً للملابس.
2- نظائر فيتامين D3: إن المستخدم من هذه النظائر لمعالجة الصدف هو Calcitriol (كالسيتريول) الذي يستخدم كمرهم يطبق على الحالات غير الحادة والمعتدلة مرة يومياً ومستحضر Calcipotriol كالسيبيتريول يستخدم مرتين يومياً.
وتعمل هذه النظائر على كنبيه مستقبلات فيتامين D في الخلايا القرنية، الأمر الذي يعوق التكاثر وبالتالي تخفيف الجلد المتقشر.
ولكن لهذه الأدوية بعض التأثيرات الجانبية كتهيج الجلد والتهاب الجلد الوجهي والجلد حول الفم ويمكن أن يرتفع لدى مريض الكلس وكذلك الغليسيريدات الثلاثية في الدم وهذه الأدوية لا يمكن وضعها خلال الحمل.
3- المعالجة الضوئية بالأشعة فوق البنفسجية ومشاركة البسورالينز:
إن مستحضر Psoralens مع الأشعة فوق البنفسجية أعطي نتائج مذهلة لمعالجة الصدف إذ يدخل البسورالينز في أساس DNA وعندما ينشط بالضوء ينتج أنواعاً أكسجينية متفاعلة إلى حد كبير تجعل الجلد حساساً لتأثير الخلية السامة بطول موجة للأشعة فوق البنفسجية A 320-400 نانو متر ويتناول البسورالين قبل ساعتين من المعالجة الضوئية وتستمر المعالجة من 4-6 أسابيع وقد يحدث سرطان للجلد إذا طبقت جرعات عالية من الأشعة فوق البنفسجية A ويتم ارتداء النظارات الشمسية أثناء التعرض للأشعة فوق البنفسجية A كي نقلل من مخاطر الإصابة بـ الساد .
إن التقدم العلمي للبسورالين مع الأشعة فوق البنفسجية A يستخدم في الدول الاسكندينامية منذ سنتين وتكون الحساسية الضوئية فوراً بعد التعرض للأشعة وتبقى عالية لمدة خمسة عشر دقيقة وتنخفض تدريجياً لذلك يجب تحديد الجرعة الفعالة وبأقل كمية وقد تمت المعالجة المشتركة بين قطران الفحم والأشعة فوق البنفسجية للمرضى ذوي الحالة المعتدلة وأعطت نتائج إيجابية ولكنه مكلف وقد يحدث نكس عند المريض.
4- استخدام الريتنوئيدات لمعالجة الصدف:
يستخدم بشكل أساسي مستحضر Acetretin اسيتريتين: ويعطى فموياً لمعالجة الصدف المعقد والصدف ذو الحالة الحادة ولكن هذا الدواء يجب تطبيقه في المستشفى وتحت إشراف طبي ويبدأ تأثيره يظهر بعد 2-4أسابيع مع ظهور فائدة كبيرة بعد 6 أسابيع ونظراً لتأثيراته المشوهة للأجنة تعطى السيدات مانع حمل قبل شهر من استخدامه إلى سنتين بعد إيقافه.
إن هذا الدواء يزداد امتصاصه مع الطعام الدسم ويستقلب عن طريق الكبد لذلك يجب مراقبة وظائف الكبد.
وهذا الدواء يتداخل مع العديد من الأدوية لذلك يجب الانتباه عند إعطائه مع أدوية أخرى مثل التتراسكلين والكورتيكوستيروئيدات لأنها تسبب خطر ضغط مرتفع داخل الجمجمة.
ولا يجب إعطائه مع الميتوتريكسات لأنه يزيد من السمية الكبدية.
5- استخدام الكورتيكوستيروئيدات الموضعية.
إن استخدامها يجب أن يكون تحت إشراف طبي وأخصائي لأنها قد تجعل المرض أسوأ عند بعض المرضى إذ قد يحدث اندفاع صدفي مكسو بالبثور عند إيقاف المعالجة بشكل تدريجي وبحسب الحالة يستخدم أنواع ففي الحالات الشديدة يستخدم الكورتيزونات القوية مثل كلوميتازول 5% والحالات الأقل يستخدم بيكلوميتازون وفي الحالات المعتدلة يستخدم كلوبيتازول والهيدروكورتيزون.
التحسس الضوئي: إن مصلح الحساسية الضوئية يشمل كلاً من السمية الضوئية والحساسية الضوئية الشديدة السمية الضوئية (مثل سمية العقار) هي تأثير قابل لأن يتنبأ به نتيجة التعرض لجرعة عالية من الأشعة فوق البنفسجية بعد تناول دواء ما.
وقد يصل الأمر إلى حرق شمس حاد وتتراجع الحالة تدريجياً بعد إيقاف الدواء أما الحساسية الضوئية الشديدة هي ردة فعل مباشرة من الخلية تحدث عند أشخاص معينين وليس عند الجميع ولا يكون لها علاقة لا بالجرعة الدوائية ولا يطول الفترة الزمنية التي يتعرض فيها المريض لأشعة الشمس إنما تحدث نتيجة ردة فعل كيميائية ضوئية تسببها الأشعة فوق البنفسجية، وعندما يتحد الدواء مع بروتين النسج وقد تصل هذا التفاعل إلى حدّ أن يصاب المريض بالأكزيما وأحياناً قد تبقى إلى أشهر أو عدة أشهر أو عدة سنوات بعد إيقاف الدواء ومن هذه الأدوية التي تسبب تحسس ضوئي.
نذكر: بعض أدوية الضغط مثل الأميودارون وبعض المهدئات ومضادات الفطور مثل الغريزوفولفين وأدوية التهاب المجاري البولية كالناليديكسيله أسيد وبعض المدرات مثل التيازيدات والمضادات الحيوية مثل التراسكلين وأحياناً بعض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل البيروكسيكام وبعض موانع الحمل ......إلخ.
إن حصر الأدوية التي تسبب تحسس ضوئي أمر ليس بالسهل لذلك على الأخصائيين عند وصف هذه الأدوية كنبيه مرضاهم لهذا الأمر كي لا يصل الأمر إلى أن يصاب المريض بحروق شمسية قد تكون شديدة.