منتديات برق العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات برق العرب

أهلا ومرحبا بك يا زائر في منتديات بـرق الـعـرب

 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فلوبير بعد رامبو: الصورة الفوتوغرافية بحثاً عن الأثر الضائع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فـقـيـر الحـظ
المدير العام
المدير العام
فـقـيـر الحـظ


ذكر
عدد الرسائل : 631
العمر : 34
البلد : عـيمان
العمل/الترفيه : بطالي
المزاج : ولهان
رقم العضوية : 1
الوسام : فلوبير بعد رامبو: الصورة الفوتوغرافية بحثاً عن الأثر الضائع Tmqn3
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

فلوبير بعد رامبو: الصورة الفوتوغرافية بحثاً عن الأثر الضائع Empty
مُساهمةموضوع: فلوبير بعد رامبو: الصورة الفوتوغرافية بحثاً عن الأثر الضائع   فلوبير بعد رامبو: الصورة الفوتوغرافية بحثاً عن الأثر الضائع Emptyالثلاثاء 29 يوليو 2008 - 12:59



منذ سنوات قليلة، خصصت إحدى صالات العرض الفرنسية في شارع "الجامعة" في باريس معرضاً يحتوي على صور فوتوغرافية تم التقاطها نهاية القرن التاسع عشر في المنطقة التي عاش فيها الشاعر الفرنسي رامبو، بين الحبشة واليمن وهرار وزيلح. تلك الدروب الحارة التي اختارها الشاعر الفرنسي هرباً من برد أوروبا وشتائها الأبدي، وهرباً من الفقر والعوز، نحو آفاق مفتوحة على الجهة التي تشرق منها الشمس،



وعلى الوعود الخائبة بالذهب، والتي أفضت، في نهاية المطاف، إلى آلام مبرّحة وموت مبكّر، تلك الدروب كانت، بالنسبة إلى الشاعر، بمنزلة كأس السم الذي كان لا بدّ من تناوله بعد أن أحرق وراءه المراكب التي أوصلته إلى هناك، وبعدما آثر الصمت إثر نصوصه المدوّية التي كانت من النصوص المؤسِّسة للكتابة الحديثة في القرن التاسع عشر.

في ذلك المعرض الباريسي الذي يحمل الزائر في رحلة إلى عالم رامبو الشرقي كما كان عليه أواخر القرن التاسع عشر، كان ثمة مفاجأة لجميع محبي الشاعر والمتخصصين في حياته ونتاجه، وتتثمل هذه المفاجأة في صورة لم يتضمنها قبل ذلك الحين أي كتاب مخصص لرامبو، وهو يظهر برفقة عدد من الرحالة الأوروبيين الذين كانوا يقومون بزيارة المنطقة التي كان يقطنها، ومنهم من كان يتكئ في الصورة على بندقية صيد، فيما كان الشاعر الغريب واقفاً يحني رأسه قليلاً إلى الأمام وينظر بعبوس إلى العدسة.

كانت نظرة رامبو في تلك الصورة تختزل كآبات العالم بأكملها؛ لأنها كانت تنطوي على شعوره بأن أولئك الرحالة الذين يقفون إلى جانبه في الصورة سيعودون، بعد حين، إلى ديارهم وبلدهم، أما هو فلا. وإذا ما أراد العودة فإلى أين؟ وهو يدرك في قرارة نفسه أن ثمّة أسفاراً موجّهة دائماً في اتجاه واحد، كرحلة إيكار في الأسطورة الإغريقية!!

من رامبو إلى فلوبير، ودائماً في القرن التاسع عشر، أي في القرن الذي تم فيه ابتكار آلة التصوير الفوتوغرافي، عاشت باريس في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من صخب الحديث عن الجوائز الأدبية السنوية، على إيقاع صورة تعدّ الصورة الوحيدة المعروفة للروائي الفرنسي فلوبير صاحب الرواية الشهيرة "مدام بوفاري". غير أن المتخصصين في دراسة نتاج الكاتب وسيرته الشخصية منقسمون بين من يرى أنها صورة فلوبير بالفعل، ومن يرى أنها لشخص مجهول. وقد دخلت في هذا السجال أيضاً، في مسعى لحسمه، "مكتبة فرنسا الوطنية" ومتحف "أورسية" في باريس.

أما الخبير في الصور الفوتوغرافية غريغوري لوروا فيضع الصورة في صالات "أركوريال" الباريسية في المزاد العلني أواخر هذا الشهر بمبلغ أولي قيمته أربعين ألف يورو. والصورة بحسب لوروا، ترقى إلى العام 1846م، يوم كان فلوبير لا يزال في الخامسة والعشرين من العمر.

من جهته، يرى المؤرخ الأميركي دجون وود الذي كان اقتنى في فرنسا عام 1983م الصورة التي تم اكتشافها عام 1979م أنها فعلاً صورة الروائي الفرنسي. ويشير إلى أن ثمة في خلفية هذه الصورة رسماً معلقاً على الحائط ويمثل صديقة الكاتب الأديبة الفرنسية لويز كوليه. وقد كتب على ظهر الصورة بخط يده "إلى كرواسيه"، كما عيّن المكان الذي التقطت فيه، وهو النزل العائلي حيث كان فلوبير يقطن مع والدته.

ومن المعروف فعلاً أن فلوبير تسلم في أغسطس عام 1846م رسماً للويز كوليه وشكرها عليه في رسالة جاء فيها: "إنه هنا رسمك. وضعته بتأن فوق أريكة فارسية، عند الزاوية التي بين النافذتين، أي في المكان الذي ستجلسين فيه إذا جئت إلى هنا".

وبالنسبة إلى المؤرخ الأميركي أيضاً، فإن الصورة التقطها في مدينة روان الفرنسية، مسقط رأس الكاتب، أحد المصورين اللذين كانا يقيمان هناك آنذاك: لويس لافاسور وتيبو ويلز.

الباحث الفرنسي إيفان لوكلير الذي يعمل على إعداد الجزء الخامس من مراسلات فلوبير والذي سينشر في دار "غاليمار" في باريس ضمن سلسلتها "لابلياد" يشكك في صحة الصورة بعد أن يقارنها برسم للكاتب نفّذه الفنان دوزاندريه عام 1845م.

من جانب آخر، يرى الباحث البريطاني، المتخصص في أدب فلوبير، والمعروف من خلال بحثه المخصص للروائي الفرنسي وعنوانه "ببغاء فلوبير"، أنّ الروائي الفرنسي كان يكره المثول أمام آلة التصوير الفوتوغرافي. وهو لم يقبل أن يصوّره المصور الفوتوغرافي، الرحّالة الفرنسي دوكان، أثناء رحلته إلى مصر، إلا عن بُعد لدرجة أنه من الصعب تبيّن ملامحه في الصورة.

إنها الصورة الفوتوغرافية تطفو على السطح مجدداً بوصفها أحد أشكال الفنون الجميلة، وكذلك بصفتها التوثيقية. وتزداد قيمتها، بل ويزداد لغزها أحياناً، كما الحال الآن، مع صورة الروائي غوستاف فلوبير الذي لم نعرف بعد ما إذا كانت هذه الصورة الوحيدة التي تمثله هي صورته بالفعل أم أنها صورة لشخص آخر غير معروف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فلوبير بعد رامبو: الصورة الفوتوغرافية بحثاً عن الأثر الضائع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات برق العرب :: §®§[·_·]™[ البرق التقني ]™[·_·]§®§ :: برق عدسة الاعضاء-
انتقل الى: